Tuesday, January 25, 2011

أحلام من نور

كان يمسك بورقة كتبا سويّة أحرف أساميهما.. و سطرّا بها ذكريات يأبى النسيان الا أن يبكي أمامها

قال لها: لم الهجر....؟

قالت: عن ماذا تتحدّث، هلا وضّحت كلامك؟

قال: أمازلتي حتّى الآن تنكرين كلّ شيء... فلا يعقل أن أكون قد عشت كل تلك الأيّام في وهم سمّيته حبك

! قالت: أنا لا أنكر شيء و لكن... ما فائدة هذا النّقاش

قال: اذا كنتي لا تنكرين، فما زلتي لا تقرّين

قالت: أنا لا أقرّ بأحلام قد يأبى الزمان تحقيقها... لا أقرّ سوى بحقائق لا تحتمل الفشل

قال: اذا... أنت لا تعترفين بالأحلام، تخشين ما يخبّئه لك المستقبل، و لا تعطين لنفسك الفرصة للبحث عنه و السعي اليه

قالت: و لم أسعى لشيء مجهول، لا أعلم أبه سعادتي أم شقائي... لما أضع سنين عمري رهن حلم غامض

اتركنا الآن من هذه الأحاديث... تبقى الذّكريات ذكريات.. و لن نعلم أبدا مايخبّئه لنا مستقبلنا الا في الوقت المناسب

قال: و هل تحدّدين أنت الوقت المناسب؟ أو تعرفينه؟ خلقنا الله و أمرنا بالتوكّل عليه... و نهانا عن التواكل.. أمرنا بالسعي وراء أحلامنا و طموحاتنا و أهدافنا... و على قدر اجتهادنا و نيّتنا يعطينا

قالت: و لكن أهدافنا و طموحاتنا في الوقت الحالي.. يجب أن تكون في اتّجاهات أخرى تجعل منّا أناس ذات قيمة

ّقال: و لم لا نشكّل معا فريقا... ذات روح واحد، و جسدان...يكون كلّ منا سند للأخر.. نسعى لأحلامنا سويّة، و نتحدّى كل الظروف... هكذا تخيّلت المستقبل

قالت:..... لكنّني لا أستطيع تقديم شيء الآن

قال: و متى سوف تستطيعين... حينما يضيع منّا شبابنا، و نفقد كل أحلامنا، و تصبح رغباتنا و أمنيّاتنا ذكرى الأمس

ّأم حينما يستطيع الزمان بغدره أن يحول بيني و بينك، و يأخذ كل منّا في عالم منفصل.... حيث لن يكون حينها للندم بد

قالت: لأنني أنثى.. لا أستطيع أن أعدك بشيء

لأنني أنثى لا أحتمل مواجهة غدر الزمان

لأنني أنثى أخشى كل شيء... حتى أنني أخشاك... كما أخشى نفسي

قال: لو أنّكي تعلمين كم أحبك... ما كان هذا حديثك

.. قد جعلت من ماضيّ حقل تجارب لاسعادك، و سخّرت حاضري لتذكيرك بأجمل صفاتك و قدراتك التي ترشحك بقوة لنجاح باهر.. طالما تخيّلت أننا سننجح سويّة

و جعلت من مستقبلي النهاية السعيدة التي تعودنا عليها في القصص منذ طفولتنا بين أميرة جميلة، و فارس نبيل عاشق

..قالت: أقدّر تضحياتك و حبّك لي، أقدّر خوفك و اهنمامك بي، أقدّر أحلامك الشريفة و طموحاتك و خيالاتك البريئة.. و لكن

قاطعها سريعا: .... ولكن لا تحبّينني....؟

قالت مضطربة: لا أقصد ذلك، لكنني فتّحت عينايا لأجد نفسي في طريق لم أسلكه من قبل.... أتخبّط فيه و لا أهتدي سوى بنور أضأته أنت لي

قال: اذا... فاتركيني أضيء ذلك النور... فأنا من قبلك كنت ضائعا مثلك في ظلام هذا الطريق... رغم أنّني أتبين ملامحه.. و عرفته أكثر مما تعرفين

... لكن هذا النور الذي أضيء به طريقك... هو نورك الذي أضاء لي حياتي

أرجوكي لا ترحلي.... فيغيب نورك عني... و ينتهي بي الحال في ظلمات هذا الطريق

No comments:

Post a Comment