Tuesday, January 25, 2011

.... "وصية ذي "الواحد و عشرين عاما

واحد و عشرون عاما مرّت على رحلة قد بدأتها و هي الحياة

.. يتسابق فيها كل من حولي ولا يعرفون أن لكل منهم خط نهاية مختلف عن الآخر

.. منهم من تنتهي رحلته مبكرا، و منهم من تستمر طويلا

و يجهلون حقيقة أن النجاح في هذا السباق ليس بعبور خط النهاية، و لكن بما نجمعه و نحصده من هذه الرحلة طويلة كانت أم قصيرة

واحد و عشرون عاما ربما تكفي لكتابة هذا القدر البسيط من الخبرة الذي اكتسبته

.. وربما تكفي أيضا لكتابة وصيّتي

... فلا أحد يعرف متى سيكون خط نهاية رحلته

خلقنا الله، و ترك لنا حرية التصرف.. و رزق بعضنا من النعم .. و منعها عن البعض الآخر

رزقه و منعه ، هي حكمة من عنده.. ليبتلينا في أنفسنا.. ويرى من فينا أقوى ايمانا و أكثر استطاعة على اتمام هذة الرحلة بنجاح

... للنجاح في هذه الرحلة يجب علينا أن نفتح صندوق واحد من عدة صناديق تقابلنا في رحلتنا

كل صندوق عليه اسمه..هي حكمة من الله أيضا حتى يختار كل منّا حياته بيديه، و يحاسب عليها

!! صندوق واحد فقط هو الذي يرسم لنا حياتنا

المال، السعادة، العبادة، الجاه و المنصب، الحب............... الخ

كم هي كثيرة هذه الصناديق و كل منا يأخذنا في طريق مختلف.. و لكن للأسف لا نملك سوى خيار واحد للنجاح في هذه الرحلة

لقد اخترت هذا الصندوق..لأني وجدته جامعا و شاملا لكل صناديق الحياة

يحقق لك من كل صندوق ما يكفي لنجاحك في هذه الرحله

انه صندوق الحب

بالحب يزداد ايمانك.. و تزيد طاعتك... و تخلص في عبادتك

بالحب تصبح محبوبا بين الناس.. و قد تصل يوما ما الى منصب أو جاه

بالحب والاخلاص في عملك يرزقك الله بما يكفيك من المال في هذه الرحلة... لا أكثر ولا أقل

بالحب تحقق الرضا و الطمأنينة التي هي أساس السعادة التي ان أردت تحقيقها بدونه ستفتح صناديق الدنيا و لن تصل اليها

بالحب ستبرّ أهلك .. و برّ الوالدين له أعظم درجات الثواب عند الله

بالحب ستعطف على المساكين.. و المحتاجين

بالحب ستجد رفيق حياتك الذي يعينك على هذه الرحلة ولا يصعبها عليك

---------------------------------------------------------------------------------

.... ولقد تركت لكل من ساهم في رحلتي - بجزء صغير أو كبير- كلمات هي خلاصة عمر شاركناه سوية

الى أمي و أبي: أشكركم جزيل الشكر على تحملكم عبء نشأتي و تربيتي... و رغم بعض المتطلبات القليلة التي نقصت في هذة التربية فلقد تعلمت من الفضائل و تربيت على ما يفوق هذه الاحتياجات أهمية... يعينني الله على بركم الى آخر أيام رحلتي

الى اخي و اختي: انتم نصف قلبي... مكانكم محفوظ ولو لم أظهر لكما هذا الحب، فلقد بحت به الآن

أسأل الله أن يعطيني من العمر و الصّحة ما أستطيع به - كأخ أكبر- أن أوفر لكما ما تحتاجانه

الى أصدقائي،، وهم قليلون: أشكركم أينما كنتم على علاقة صادقة بنبناها سوية

على وقوفكم بجواري في الشدة و اليسر، على اخلاصكم لي في حضوري و غيبتي... على تشجيعكم لي حين احتجت هذه المساندة و حين لم أحتاجها

الى النصف الاخر من قلبي.... الذي طالما بحثت عنه و لم أجده، و حينما توقفت عن البحث...... وجدته يلّوح لي بأصابع من نور

:اليكي يا من جعلتي رحلة الحياة في عيني تبدو

قصيرة....... لأستكملها معكي في آخرتي التي ستدوم

، تافهة...... لأنه في الوقت الذي يتزاحف الناس و يتسابقون في حيرة عن سعادتهم

فلقد وضعت هدفي الأوحد نصب عيني منذ البداية و هو أنتي

ملهية و نعيمها لا يدوم...... لأنكي دائما و أبدا تعينيني على طاعة اللة و التقرب اليه....فجنته هي النعيم الدائم

يانور قلبي... يا هالة قمري... يا هبة عمري.. يا أمنية حققها لي ربي... يا آية من الرحمن جئتي لتهديني للطريق المستقيم

يا بسمة أيامي...و يا سهر الليالي.. يا من أهديت سعيي الي العلا من أجله... يا ندى أزهاري.. ويا ياسمين يزيّن حدائقي

سيظل اسمك مختبئا بين هذه الأسماء، حتى تحين اللحظة المناسبة التي أعلن بها اسمك الذي طالما جعلني أسعد انسان

و سيبقى أبد الدهر محفور في قلبي.. لا تسمع غيره أذني.. و لا ينطق غيره لساني، الذي هو عاجز الآن أن يزيد من وصفك و الحديث عنك

فكل ما وصفته كان من الواقع الذي يسهل على أي شخص وصفه.. و ما تبقى هو من الخيال الذي يعجز البشر عن وصفه أو الاتيان له بمثيل

:كلمة أخيرة الى كل من يقرأ هذه الخاطرة

ابحث عن الحب ( بصورته الشاملة و ليست المحدودة ).... و ستكون من الناجحين في هذه الرحلة

No comments:

Post a Comment