Tuesday, January 25, 2011

... بين الخيال و الواقع

.. أريد أن ألملم أوراقي التي انتثرت.. و أن أجمع شتات نفسي الذي تفرق

، أريد أن أسترجع الماضي، أحرق ما به من آلام أرهقتني

..وأترك شمعة عند كل ذكرى أضاءت حياتي و رسمت لها خطّا بألوانها المبهجة في لوحة صاحبها هو أنا و امضاؤها هو أنتي

.. لطالما أدركت أن الماضي هي كلمة تعود على مفعول مطلق اسمه النسيان

.. فلا أبالي بتفاصيله المؤلمة.. و تجاربه الفاشله، و بصماته العالقة بين جدران عقلي

..وانما يتحول عقلي الى حاسوب يحتفظ بذكرياته المضيئة في ذاكرته الدائمة

، ويضع باقي تفاصيل ذلك الماضي في ذاكرة مؤقتة سرعان ما ينتهي عملها و تزيل ما بداخلها بمجرد اغلاق ذلك الجهاز

.. عندما تنطبق تلك الجفون و تنام العيون منتقلة في رحلة قصيرة الى عالم بين الحياة و الموت

..أشرقت الشمس هذه المرة معلنة عن يوم جديد

.. أعود فيها الى عالمنا.. أعود فيها الى الحياة من جديد

..عادت العصافير الى طبيعتها تزين السماء الزرقاء بريشها الملون

..و يتحول الكون من حولي الى بساتين، يحرك أوراق زهورها ذلك النسيم العليل

..و تتراقص الفراشات مع تلك الهزات، و كأنهما يشكلان معا فريقا راقصا يظهر موهبته في تناغم على الحان تلك الطبيعة الخلابة

..عادت الطمأنينة الى النفس، و ارتسمت الابتسامة على الوجه

..وخرجت الحرية من قبرها تبحث متلهفة لتجيب نداء كل من ناداها طويلا و بكى على قبرها، و جلس يترحم عليها في مأتمها

..و خرجت البراءة من جحر اختبأت فيه مطولا من غدر الزمان، و قسوة الأيام، و بشاعة الانسان

..و أعيد صيانة القلب من جديد، وعاد ليفتح ذراعيه مرحبا بالضيف الجديد

..أطالت الشمس في شروقها هذا اليوم.. و لكنها اختارت أن تغرب كعادتها

..فالرحيل أبرز سماتها.. و الوداع صفتها

، و أجمل ما فيها أنها تعود من جديد تاركة لنا الأمل معلق على خيوط أشعتها الذهبية..وفيّه

.. فحتى في غيابها تكلف القمر بجزء من مهمتها حتي تعود

.. لا أعلم الى هذه اللحظه ان كان ذلك حلم.. أم هواجس و خيالات أطاحت بوجداني

..لا أعلم ان ستعود الشمس تشرق لكي من جديد أم انها غربت الى الأبد... و لن تعود

لاأعلم ان كنت أستطيع أن أطلب منك البقاء، لتنيري حياتي، و تمنحيني بوجودك معي رغبة على الحياة.. أفي أحلامي أنتي أم في

واقعي.. أم أنكي مجرد خيال ؟

.. ولكن كل ما أعلمه أني أتمنى أن تبقي

No comments:

Post a Comment